2012/06/27

أتذكر؟


أتذكر؟!
خريف افترشت
عيناك
ليل شعري
فتناثرت مع الريح
سنوني.

أتذكر؟!
ليلة غاب القمر
فأضاءت عيناك
قناديل الطرق؟

أتذكر؟!
يوم انقطع المطر
فغسلت آهاتنا
بحار السندباد
وروايات المحار...

أتذكر؟!
حين غادرت
النجوم السماء
فتلألأت على شفتيك
قصيدة حب
وكلمات.

أتذكر؟!؟
كما أذكر.
فما عدت هنا،
ولا عدت أنا
إلا لكي
أذكر!!!

2012/06/22

أنا هي أنا...



لست هنا كي تستبيح نغماتي.
لست بأنا كي تغلفني بجدران من ذكورية بلهاء.
أنا بنت أرض، كانت وستبقى فلسطين.
أنا أم هذه الأرض.
من ترابها معجونة أحشائي.
من أمطارها ترتوي أوديتي.
من ينابيعها أرتشف إكسير الشموخ.
ومن كرملها أتجرع معنى الصمود.
أنا هي أنا –
نشوة النوى ومرآة الغياب.

فنجان وفستان


رضابك الشبق
أبدًا ما جف منذ رحلت.
ما زال هناك رطبًا لزجًا
يتسلق حافة فنجاني المهجور.
يحتال على ذاكرة القهوة،
فينسى
أن للناي أيضا آهات وأنين.

رضابك،
أفعى الأسطورة،
يلدغ شفاهي المكتومة.
يتربص برائحة عطر،
ضاع مع المدى...
أسبق لهاثي،
أفتش خزانتي،
بحثًا عن فستان قديم
ما زال يحمل
بعضا من رائحتك،
أو لربما
عطري الذي أحببتَ.
فلا أجد غير الكمنجات
تملأ المكان
بعويل النغمات.

2012/06/21

جسد الثلاثين



حين يهجرني الحلم
ويقذفني محطمة فوق شاطئ النهار،
أقف مترنحة أمام مرآتي الصباحية،
أحاول تهذيب خصلات شعر عتيقة.
أمر فوق تجاعيد خلفتها أقدام الزمن الغجرية،
فألمح الخريف يتراقص...
في عباب العبرات
على مرأى من الدمع الأسود
أشهد الروح
تستحم بالضباب
وتتعطر بذاكرة الدخان.
تخفي وراءها،
حيث كواليس العدم
والفراغ،
جسدًا مترعًا بالخيبات
يحاول النسيان...

جسد الثلاثين،
طير زينة
مدجج بالشهوات وطعم التفاح،
مليء بضجيج الوحدة والإغتراب.
يتعاطى الحب وهمًا
والوهم ولعًا على الدوام.
يخاف المدى
وارتياد الفضاءات.

جسد الثلاثين،
كافر...
ملحد...
بعد أن فاته الوقت
لاقتحام السؤال،
وارتكاب جنون الطيش،
والركض خلف الفراشات.

جسد الثلاثين،
طفل ضائقة،
كف عن انتقاء الأسماء
والبحث عن فستان لصغيرة
وشال...
يحن لحياة ترسم توقيعها
على جدار الأحشاء،
يحترف الانحراف
فيعلن حرمانه
سكينًا
يطعن الأم
التي تستوطن أعماقه
منذ بدء الحياة...

2012/06/15

بكِ وَحدَكِ أكون.




لا وقت للموت،
على صدرٍ
نسي طعم الأمنيات.
لاذ بالليل يحلم بالعذارى
وكوثر الجنات.

فلتبق طيفًا،
فلتقبع أبدًا
فوق الكنبة،
كنبتي الصفراء.
تناجي مجهول الأغنيات...
وتضيع في بذخ الدخان...

لا وقت للإنتظار...
لا وقت للإنصهار...
أعرف طفلتي
أنك تشتاقين الهواء
تستنجدين الفضاء.
حُبلى أنا بك
من زمان.
منذ أن تشكلتُ طفرة
في رحم الأماني
وأحشاء الحياة...
لن أبق على الهامش
أستوطن حلمي بكِ...
أبدًا 
أنتظره،
آتياً من خلف السحاب،
لينهي معي
ملحمية المخاض...

لا وقت للغياب
فيه،
في متاهات وآهات...
وكلمات مفرغة
من جمر ونار...

إذ أسمع نداء الأحشاء
أتوق لملقاك،
لطعم اللوز في عينيك
وانسكاب الموج في ليل
شعرك.   

لا وقت للوقت...
لا وقت للموت...
لا وقت للنهايات....
بل الوقت، كله،
للبدايات.
الوقت وقتنا
أنت وأنا.
ألدك،
فأولد بك...
تكونين،
فأكون.
نعم!
بك وحدك
يا أغنيتي
أكون

2012/06/14

الريح تعصف... وسيزيف يقضي...



وكأن الريح
ما عادت تعصف
الّا لتسرق مني الدهشة،
نبض القلب والرعشة.
تأخذك بعيداً عن أفقي،
تجلوك غريبًا
عن زمني...
فأبقى وحدي
أعارك في ساحة الذكرى،
ألملم ما تبعثر وتفرق.
أناضل كي... أبقى!

وكأن الريح
هي الأقوى!
بل الأبقى!
في عصر انكار الذات،
في حروب الارهاب،
بعد ضياع الانسان.
تجعل منّا
دون كيشوتاً عصريًا.
نتعاطى وهم "صمود الحب"،
نمضي شاهرين الأرواح
لنحارب الطواحين...

وكأن الريح
جيوش تتار محصنة،
تنتزعني من جوف،
تمزقك عني،
تعري جسدي الهش.
يتجلى عجزي
سيزيفًا يمارس جحيم الانتحار،
يدفع الحب
الى الأعلى –
قاحل ذلك الأعلى-
يتدحرج الحب... سريعًا
إلى الأسفل..
فيقضي سيزيف
وأرحل...!


24.10.2001


غفوة وجريان...




يغفو هناك
على خاصرة الوقت.
يحلم...
يعيشه حلمًا
ذلك الربيع الأخضر.
يتمادى...
ينسى هناك
أناه.
يغلق أجفانه
على طفل
متمرد
شقي حدوده السماء.
يرتعد..
يرتعش..
يتشنج..
يختنق..
يترامى
على ضفتي النهر.
يحبس النفس عن القفز.
يمعن النهر
جريانًا,
فبدونه
لا يكون
هناك
بحر...

لا أنت شهريار ولا أنا شهرزادك




عبثًا محاولاتك سيدي
أن تتقمص دور شهريار.
فالتقمص
حالة عشق ذات لون خاص،
حالة إبحار في مجهول الروايات

عبثًا تتقنع بشهريار.
فأنا لن أكون شهرزاد،
تكبلها حكايات مستعطية
تشهرها على مسامعك
في ليلة تائهة بعد ألف احتضار.

هذا العصر يا سيدي،
متورط بالحيرة والزئبقية،
مسربل بنغمات صوتك الملائكية،
لا يحتمل انقلاب أن تكون مجرد
شهريار.

بإنسانية عشقك،
بجنون حبك،
تعملقت لتكون إلهًا،
كأن ليس في الكون
إله
مثلك...